الكاتب : محمود درويش أضيف بتاريخ : 11-04-2019

قصيدة هو لا غيرةُ - محمود درويش

هُوَ، لا غيره

مَنْ ترجَّل عن نجمةٍ

لم تُصبْهُ بأَيّ أَذى.

 

قال:

أسطورتي

 لن تعيش طويلاً

 

ولا صورتي

في مخيّلة الناس /

فلتَمْتَحِنِّي الحقيقةُ

 

قلت له:

إن ظَهَرْتَ انكَسرْتَ

 فلا تنكسرْ

 

قال لي

حُزْنُهُ النَّبَّوي:

إلي أين أذهبُ؟

 

قلت

إلى نجمةٍ غير مرئيّةٍ

أو إلى الكهف

 

قال

يحاصرني واقعٌ

لا أُجيد قراءته

 

قلت

دَوّنْ إذنْ،

ذكرياتِكَ عن نجمة بَعُدَتْ

 

وَغَدٍ يتراجعُ، واسألْ خيالك:

هلكان يعلم

أنَّ طريقَكَ هذا طويل؟

 

 

فقال: ولكنني

لا أُجيد الكتابةَ

يا صاحبي!

 

فسألت: كذبت علينا إذاً؟

فأجاب: علي الحُلْم

أن يرشد الحالمين كما الوَحْيُ

 

ثم تنهد:

خُذْ بيدي أيها المستحيل!

وغاب كما تتمنَّى الأساطيُر /

 

لم ينتصر ليعيش

ولم ينكسر ليموت

فخذ بيدينا معاً أيها المستحيل!

 

#محمود_درويش

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات