الكاتب : احمد تياوي أضيف بتاريخ : 08-10-2016

هو خيط الأمل الذي قطعه الزمن، هو وصلة الآه التي غيّبتها أغنيات الفيديو كليب الساذجة، هو أرصفة المدينة التي أتعبها الازدحام.. «مرسول الحب» هو خيبة القلب الأخيرة لرسالة بلا حبر ولا رائحة..

 

ومنذ أن تحوّل الحمام الزاجل إلى المتحف، أصبح « مرسول الحب» عاطلاً عن العمل، أصبح وهم البريد يستفتي رسالة عاجلة، تأتي من عشاق غاضبين، ومن حمقى أدمنوا الركاكة والشتيمة..

 

لا «مرسول لحب» إذا لم تُصب بعدوى الأسماء الوهمية.. تلك التي تعوّدت أن تطعنك من الخلف.. لا «مرسول لحب» يأتي إليك واضحاً على هيئة عينين وفم وشفتين.. يأتي غامضاً، غريباً، قاسياً.. وكأن « مرسول الحب» قد مات على قارعة القلوب الجاحدة، كأنه قد تقاعد من سهر الليالي عند قمر نام بلا وسادة..

 

لم يتقن النسيان فنّ التعوّد على غيابك، ولم تتآلف حمرة خديك مع صباح العرس.. هي غيبة التوحد مع جسد لا يسكر، أو ربما هو «مرسول الحب».. حين يضل في رسالة لم تصل إلى أحد.. شغفه بالوصول إلى قلبي، جعله بلا وصية أخيرة.. وماذا عليه أن يوصي، إن لم تكن حوافّ الكلمات مصنوعة لدهشتي.. ودهشتي هي أنت في وصيّة لم أكتبها، وفي رسائل لم أرسلها بعد.. وبعد، عليه أن يعود.. لقد تأخر كثيراً بعد آخر ورقة نعي لحب نسي أن يخبرني عنك.. نسي أن يخبرني.. أنه مات!!

 

مرسول الحب

لا يعرف بأنكِ الوصي على قلب الرسالة

لذلك لم ينتبه حين

أغلقت شوقي إليكِ

وكتبت من قلبي

«اشتأتلك»

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات