الكاتب : سالم عطير أضيف بتاريخ : 22-09-2016

بين ريتا ومحمود درويش قصّة حبّ وأشياء أخرى فلا بندقيّة كانت لتقتل ما كان بينهما من عواطف أو من عواصف .. ما كان بينهما مغناطيس له جاذبيّة تفّاح نيوتن وشطحة دالي مع الكون لونا.. وما كان بينهما لا يحقّ لأيّ من المغرضين بأن لا يراه كذلك.. فالحبّ، إن كان بالفعل حبّا، يذيب الفوارق .. لا أرض للحبّ فاللاّ مكان سرير الحبيبين.

 

 

سنة 1995 كشف الشاعر محمود درويش لأوّل مرّة عن سرّه: كونه أحبّ فى شبابه فتاة يهودية اسرائيلية من أب بولندي وأمّ روسية دون أن يكشف عن اسمها.

 

بعد عامين من هذه المفاتحة، حاصرته الأديبة والصحفية الفرنسية لور إدلر فى مقابلة تلفزية بالأسئلة في محاولة منها للوقوف على حقيقة ريتا التي خلّدها في «ريتا والبندقية» و«شتاء ريتا الطويل»، فتحصن بالإنكار مدّعيا أنه لا يعرف امرأة بهذا الاسم مشيرا إلى كون ريتا ما هو إلا اسم فنيّ ليضيف: ولكنه ليس خاليا من ملامح انسانية محدّدة وأمام حصار الأسئلة، لم يجد بدا من التفوّه بجواب هو بمثابة المفتاح إذا قال درويش:  وإذا كان يريحك أن اعترف أن هذه المرأة موجودة، فهي موجودة أو كانت موجودة.. تلك كانت قصة حقيقية محفورة عميقا في جسدي.

 

ظلت هوية ريتا التي أحبها درويش سرا دفينا حتى كشف عنها الفيلم الوثائقيّ الجديد «سجّل أنا عربيّ» للمخرجة والمصورة ابتسام مراعنة.. عرض هذا الفيلم مؤخرا في مهرجان تل أبيب أو «دوكو أفيف» للأفلام الوثائقية، وفاز بجائزة الجمهور .

 

تقول المخرجة إنها سعت للتعرف على شخصية ريتا في الواقع إلى أن التقت بها في برلين حيث تعيش الآن، وأفادت أن اسمها الحقيقيّ هو تامار كانت تعمل راقصة.. التقى بها درويش لأول مرة وهي في السادسة عشرة من عمرها بعد انتهائها من أداء رقصتها خلال حفل للحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان درويش أحد أعضائه قبل استقالته منه.

 

ويعرض الفيلم عددا من خطابات الحب التي كتبها درويش إلى حبيبته تامار باللغة العبرية التي كان يجيدها..

 

حبّ لم ير الشمس

كانت بينهما علاقة الحب وانتهت.. كيف انتهت؟

تحدّث محمود درويش مع محاوره الشاعر اللبناني عباس بيضون وكان ذلك عام 1995، قال: إن حرب جوان 1967 أنهت قصة الحب. دخلت الحرب بين الجسدين بالمعنى المجازيّ للكلمة، وأيقظت حساسية بين الطرفين لم تكن واعية من قبل. تصور أن صديقتك جندية تعتقل بنات شعبك في نابلس مثلا، أو حتى فى القدس. ذلك لن يثقل فقط على القلب. ولكن على الوعي أيضا.

 

وفى المقابل يزعم الفيلم أن تامار هي من تركت درويش بعد أن التحقت بالخدمة في سلاح البحرية الإسرائيلي رغم توسله لها بالبقاء.

 

ورغم أن العلاقة انتهت منذ نحو 47 عاما ، إلا أن تامار لاتزال تحتفظ برسائل محمود درويش حتى الآن ولا تزال مهتمه به.

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات