الكاتب : سارة دردور أضيف بتاريخ : 24-11-2015

أحلام تموت قبل الولادة

"هل في وسعي أن أختار حلمي لئلا أحلم بما لا يتحقق" محمود درويش

 

   كنت أضع رأسي على الوسادة-منذ صغري أمارس طقوس التفكير قبل النوم- كنت أنتظره يأتي ليطمئن علي إن كنت نائمة،مضت أيام و لم يأتي ، لم يحدث يوما أن فتح باب الغرفة عساه يجدني أعدّ الخرفان كما أخبرني، فيجلس بجانبي يقرأ لي قصة خرافية أحلم أني بطلتها، كأن يخبرني أن فارس الأحلام يأتي على حصان أبيض و أن الأطفال يأتي بهم طائر اللقلق، و أن الذيب لن يأكل النعجة كما قيل في مدرستنا، أردته أن يزين عالمي قبل أن أكبر، و كبرت أنا و لم يحكي لي والدي قصصا خرافية كنت فقط أحلم.

 

   أستيقظ على صوت المنبه المزعج، أجهز نفسي للإلتحاق بالمدرسة، كانت تخيفني، لا أصدقاء، لا أحد أعرفه و لا أحد يعرفني، كنت أرى زملائي يركضون و لكن لا أحد منهم طلب مني الركض معهم، لذا أبتسم لمجرد رؤيتهم يبتسمون، لا أشعر بشيء و لم أعرف لما أبتسم.

 

   يقول الأستاذ:" أغمضوا أعينكم لدقيقة ثم افتحوها و ستنتهي السنة الدراسية"، كمغفلة أو كطفلة حالمة صدقت قوله و كلما التحقت بالمدرسة أغمض عيني لدقيقة و أفتحها و لا شيء تغير، كرهته  لأنه كاذب جعلني أتحمس لسحر التخلص من الأمور التي تضايقني، حتى أنني كلما مررت بموقف مزعج أغمض عيني، كرهته لأنه جعل مني فتاة حمقاء.

 

   نعم، كنت أحلم كثيرا و لكن أحلامي لم تعرف الواقعية أبداً، كنت أبالغ  لأني وجدت سعادة في ذلك، فقد كانت تسافر بي إلى أماكن أردت الذهاب إليها و أماكن لم أفكر بها و أخرى لا أعرفها.

 

  فكرت أنه يحق لي أن أحلم فالمثل الصيني يقول"حتى الثعلب النائم يحصي الدجاج في أحلامه" هو يحصيها لإيذائها أما أنا لأني وجدت حياة أخرى في أحلامي.

 

   ولأنها لا تعرف الواقعية أصبحت أنثى ضائعة كفتاة تبحث في وجوه المارين عن وجه أمها، كمغترب لا مأوى له، يذهب إلى حيث تقوده قدمه، أحاول البحث عن نفسي...

 

     فرويد في كتابه "الأحلام"  يرى أن وظيفة الحلم الرئيسية هي إستمرار النوم وحمايته، و ها أنا أستيقظ كل صباح و على وسادتي أحلام... ليتها تتحقق.

 

لِـ: ســـارة دردور

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات