الكاتب : أنثى المطر أضيف بتاريخ : 23-11-2015

أتراها أصيبت بالجنون أم نار الغيرة تكويها؟ تهرع مهرولة ما إن تتلقى إشارة من قلبها أو يساورها حدس بأنها ستراهما معاً.

تريد أن تراه وحده فتهدأ وتتطمأن عليه. تسارع إلى المصعد الكهربائي ودقات قلبها، نبضاته تسبقها. أمام عينيها، كل الوجوه ضباب، وجهه وحده يطالعها في كل الأماكن..

 

تصل إلى المرآب وبنظرة واحدة خاطفة تصور المكان، تحفظ الأحداث، سيارته، سيارتها، سيارة تلك الفتاة.. ما زالا هنا.. نعم.. كيف ستغادر وتتركهما..

 

تتنفس، تتنهد وتزفر الألم،..تريد ان تتحرر من أفكارها، من ذكرياتها، من وجهه الذي لا ينفك يرتسم في كل لحظة أمامها. هو؟ غير مبال، يدعي الحزن والقسوة..وهي كتلة احاسيس تكبت نفسها، تحبس انفاسها لتنفجر دموعا فتزيح تلك الغيمة السوداء عن قلبها ولو للحظات...

 

تستسلم وتغادر..تهرب الى المجهول، تشعر بالقرف حينا وبالحنين أحياناً. يساورها شعور بأنه سيصطحب تلك الفتاة إلى مكان كانا يرتدانه سوياً، تقرر الجنون.

 

تهرع الى حيث يأخذها قلبها.. تنتظر وتنتظر ولا يأتيان.. ذلك العجوز الذي يستلم منها رسوم موقف السيارات يسألها: "اين كنت؟ وهو لم أره منذ مدة"، تبتسم بخجل وتود أن تسأله إن رأى حبيبها مع أخرى، ولكنها ككل مرة تبتلع أفكارها، فما بين العقل والجنون خيط رفيع يكاد أن ينقطع..

 

تكمل رحلة البحث عن حبيبها وعشيقته الوهمية.. تذهب إلى مكان آخر.. تبتاع الزهور لنفسها، فلطالما أغرتها ورود ذلك البائع الذي لا يغادر مفترق الطريق، ولطالما تمنت أن يشتري لها حبيبها كل ما بحوزة البائع الشاب..

 

في مكان آخر تجلس وتنتظرهما.. تتذكر، تتنهد، تجتمع الدموع في مقلتيها.. تحدثها نفسها.. تقول "ماذا تفعلين يا مجنونة؟" تقطع الأمل بأن تراهما سويا وتجرح رجولته المزيفة، فتلملم أفكارها، يفرح قلبها في اللاوعي وتعود ادراجها، تعود إلى منزلها وترتمي في حضن الواقع، فيحضنها كأم حنون ويخبرها بأن ما حصل ما هو إلا خير من الله ويذكرها كم مرة شكت بأنها ليست سعيدة معه، فتهدأ، وتشعر بالراحة وتستسلم للحياة من جديد...

شارك الخبر عبر مواقع التواصل

التعليقات