الديوان : قصائد وشعر محمود درويش . الشاعر/الكاتب : محمود درويش

منذ الظهيرة، كان وجه الأفق 
مثل جبينك الوهميّ ،يغطس في الضباب 
و الظلّ يجمد في الشوارع 
مثل وقفتك الأخيرة عند بابي 
و خطاك تعبر، في مكان ما، كهمس في اغترابي! 
يا أيّها اليوم المسافر في الرمال 
أتكن لي بعض المودة؟! 
الظل يسند جبهتي 
و الأفق يشرب من نبيذ الشمس 
ما شربت يدي، 
في ذات يوم، 
من ضفائر شعرك المشدود في جرح الغد 
و الظل يشربني كما شربت عيونك 
ضوء آخر موعد 
يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال 
أتكنّ لي بعض المودّة؟؟ 
الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي 
و أنا و أنت مسافران.. و لا جئان، أنا و أنت 
ماذا تسر لك الكوكب؟.. إنها من دون بيت؟ 
لا تسمعيها! 
كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمت 
و أنا و أنت ،أنا و أنت 
شفتا حنين كان ملح الانتظار طعامنا 
و صداك صوتي 
و الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي 
يا ليل، يا فرس الظلال.. 
أتكن لي بعض المودّة؟؟